في عالم مليء بالفرص والاختيارات المتنوعة، أمامك تحدي كبير ومهم بشأن مستقبلك، وهو: كيف تختار التخصص المناسب لك؟
قد يكون اختيارك لتخصصك الجامعي بمثابة قرار حاسم يُشكّل مجرى حياتك وتنطلق منه أحلامك وتطلعاتك وطموحاتك المستقبلية. فالتخصص ليس مجرد اختيار وظيفي، بل هو جزء حيوي من هويتك وسيرتك الذاتية، وفي الغالب قد يحدد أهدافك ويضعك في مسار مهني معين. مما يضعك في دور معين في المجتمع ويحدد كيف ستُفيد العالم من حولك، وبالتالي يؤثر على مكانتك الاجتماعية.. إنها فرصتك لتخلق أثراً إيجابياً في عالم ينتظر منك الابتكار والتفرد والتطوير.
يعتبر اختيار التخصص المناسب تحدٍ معقد يتطلب توازناً بين شغفك وقدراتك واحتياجات سوق العمل. لذا عليك إعطائه حقه من التفكير. وتذكر أن هدفك من الدراسة هو أن تضع نفسك في مكانك الصحيح أي في المجال الأنسب لك حتى تصبح مبدعاً فيه.
في هذا المقال، سنطلعك على أدوات ونصائح ستساعدك في اتخاذ القرار الصائب. حيث سنسلط الضوء على كيفية استكشاف شغفك ومعرفة مهاراتك، ونجعلك على اطلاع باحتياجات سوق العمل في المستقبل، حتى نوجهك لاختيار التخصص الذي يتناسب تماماً مع طموحاتك وإمكانياتك.
كيف تختار التخصص المناسب لك؟
أولاً: استكشف ذاتك
أنت الآن لم تعد طفلاً، واصبحت ناضجاً بالقدر الكافي حتى تستطيع أن تعرف من أنت؟ وماذا تريد من هذه الحياة؟ وما الذي تستطيع تقديمه للمجتمع؟ وما الذي تحتاج إلى تعلمه؟ وتحب تعلمه.. وما الأشياء التي تستمتع بفعلها وترغب في أن تفعلها بشكل احترافي أكبر في المستقبل؟!
كل تلك التساؤلات قد تساعدك على فهم ذاتك واستكشاف أحلامك وشغفك وقدراتك.
لكن لا يجب أن تكون إجابة تلك التساؤلات إجابة حالمة مدفوعة بالمشاعر وبعيدة عن الواقع.. بل يجب أن تنزل إلى الواقع؛ وتتذكر خلال سنوات دراستك السابقة أي نوع من المواد الدراسية كنت تفضل مذاكرته وكنت تستمتع بزيادة معرفتك فيه؟
وما هي المواد التي كنت تحصل فيها دائماً على علامات (درجات) مرتفعة دون مجهود كبير منك، مما يدل على أن لديك القدرة على فهم هذه المواد بسهولة وربما لو اخترت دراسة مجال متعلق بتلك المواد في الجامعة ستكون متفوقاً في دراستك وقد اخترت المجال الذي يناسب قدراتك حقاً.
اعرف نقاط قوتك واستكشف هواياتك ومهاراتك.. فالمجال المناسب لك سيكون هو المجال الذي تستطيع فهمه وتطبيقه بسهولة، وعليك التأكد أن المهارات التي يتطلبها العمل في المجال الذي ستختاره تتوافق مع مهاراتك وسماتك الشخصية.
ستكون محظوظاً جداً إذا تطابق مجال دراستك مع شغفك، حتى لا تضطر في مرحلة لاحقة إلى تغيير مجالك (عمل Career Shift) وتكون حينها قد أهدرت سنوات من عمرك في دراسة مجال لمجرد الحصول على شهادة فقط دون الاستفادة من المعرفة أو العمل في المجال.
ثانياً: ادرس احتياجات سوق العمل المستقبلية
بالتأكيد تلاحظ مشكلة البطالة على مستوى العالم، وكيف أنه يوجد كم هائل من الخريجين دون وظائف تتناسب مع دراستهم.. أنت لا تريد أن تنضم إليهم بالطبع!
لذا عليك التفكير ملياً قبل اختيار تخصصك، فلا تختر تخصص من أجل تقليد شخص ما! أو من أجل الحصول على شهادة جامعية فحسب! ولا حتى من أجل مكانة اجتماعية زائفة!
اختر التخصص الذي يناسب إمكانياتك وميولك وقدراتك وتستطيع الصبر على تعلمه حتى تعمل به وتكون مبدعاً ومتفرداً فيه.
لكن هل يكفي هذا الأساس لينبني عليه اختيارك؟ بالتأكيد لا.. فقد تختار مجال مناسب لك لكنه غير مناسب لاحتياجات سوق العمل محلياً أو دولياً!.. فعلى أرض الواقع هناك وظائف تندثر ووظائف أخرى تنحصر بسبب التقدم التكنولوجي، ووظائف قد تُستبدل بالذكاء الاصطناعي قريباً جداً .. وهناك وظائف لا غنى عنها ودائماً سيظل المجتمع البشري في حاجة إليها. ووظائف جديدة تتعلق بالتكنولوجيا ولا تزال مجالات حديثة ومطلوبة بشدة في سوق العمل.
من خلال البحث الموسع ومناقشة الخبراء تستطيع تقييم احتياجات السوق ومعرفة الوظائف أو المجالات التي سيزيد الطلب عليها في الفترة القادمة. وأن تحاول أن تختار مجال من تلك المجالات لدراسته، شرط تطبيق الشرط الأول (المتعلق بالتوافق مع شخصيتك) على هذا التخصص.
ثالثاً: ضع في حسبانك الاعتبارات المالية
سواء كنت تنوي الدراسة في جامعة محلية أو الدراسة بالخارج، ففي كلتا الحالتين ينبغي عليك تقدير المتطلبات المالية لدراسة التخصص الذي تريده قبل أن تختاره. فبعض التخصصات تتطلب مصروفات دراسية أعلى من غيرها لاعتمادها على التطبيق العملي مثلاً، كما أن بعض التخصصات قد تحتاج للسفر كي تدرسها في مكان بعيد عن منزلك مما يتطلب مصاريف معيشة وإقامة إضافية ينبغي الترتيب لها مسبقاً.
هذا غير تكاليف شراء الكتب والأدوات والمستلزمات الدراسية أو الحصول على كورسات معينة مثلاً.
في هذا الصدد ننصحك بأن لا تجعل إمكانياتك المالية الحالية تحدد مستقبلك وتجبرك على دراسة تخصص لا تريده.. عليك أن تبذل قصاري جهدك من أجل تحقيق حلمك. فمن أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها للتغلب على مشكلة عدم توفر الدعم المالي الكافي لدراستك؛ هي بدء العمل من الآن وخلال فترة الدراسة والعطلات السنوية حتى ولو بدوام جزئي من أجل توفير نفقات دراسة تخصصك المفضل، فقليل من التعب الآن أفضل بكثير من الندم في المستقبل.
رابعاً: التعرف الجيد على التخصص الذي اخترته
بعد أن طبقتَ المعايير والأسس السابقة أصبح عليك أن تتعرف على ملامح التخصص الذي اخترته بشكل واضح وواعي. ومن أهم الجوانب التي عليك معرفتها حول تخصصك:
- متطلبات القبول في هذا التخصص
- المهارات التي تحتاجها للنجاح في هذا المجال
- ما هي المواد التي ستدرسها في هذا التخصص؟
- المستقبل المهني لخريجي هذا التخصص
- الصعوبات والتحديات التي قد تواجهها سواء في مرحلة الدراسة أو العمل في هذا المجال الذي تختاره، وهل بإمكانك التغلب عليها أم لا؟
خامسا: لا خاب من استشار!
إذا طبقت جميع النصائح السابقة، فبالتأكيد قد توصلت لاختيارٍ موفق بشأن تخصصك. ولا ينقصك إلا استشارة والديك وسماع نصيحتهم؛ فهُم أقرب الناس إليك وأكثر منك خبرة في الحياة وأحرص على مصلحتك.
كما قد يساعدك سماع رأي أصدقائك المقربين وإخوتك ممن يرون فيك ما لا تراه في نفسك، فقد يضيفون لك أفكاراً ممتازة.
ولا تنسى استشارة الخبراء في المجال الذي اخترته إن أمكن ذلك. ومعرفة رأي خريجي التخصص السابقين في المجال ومميزاته وعيوبه.
نحن كمستشارين تعليميين في Circle معك دائماً. وبإمكانك التواصل معنا لمساعدتك في اختيار التخصص المناسب لك، وذلك بشكل مجاني تماماً.
كما يمكننا تأمين قبولك في أفضل الجامعات التركية لدراسة تخصصك المفضل.